إن صناعة المجوهرات في السعودية لها تاريخ حافل بالتطورات، حيث إن صناعة المجوهرات خاصةً الذهب إحدى أهم القطاعات الحيوية في المملكة وعليها إقبال كبير من المستهلكين.
تلعب صناعة المجوهرات في المملكة دورًا هامًا في نموها الاقتصادي، ومع تطور تقنيات التصنيع مع تقدم الزمن، زادت قدرة المصانع على إنتاج مجوهرات عالية الجودة.
وقد تمكنت السعودية من تصديرها إلى الأسواق العالمية، وساهمت في التعزيز من مكانتها كدولة عالمية منتجة للمجوهرات.
اقسام المقالة
صناعة المجوهرات في السعودية
تحتل صناعة المجوهرات في السعودية مكانة كبيرة، حيث تجمع بين الرقي والفخامة بالإضافة لكونها ملاذًا آمنًا للسعوديين في الظروف الأقتصادية الصعبة، كما تتمتع بالعديد من المزايا منها:-
- التنوع والتفرد: تتميز المجوهرات السعودية بوجود تشكيلة واسعة وتصاميم فريدة من المجوهرات الماسية والذهبية التي لا مثيل لها.
- النمو الأقتصادي: تساهم المجوهرات بشكل كبير في أزدهار النمو الأقتصادى السعودي، حيث تتوازى مع صناعات النفط والسولار من حيث الأهمية والعائد المالي.
- زيادة الطلب: يتمتع سوق المجوهرات في المملكة بطلب مستمر من السكان المحليين وزائري الحج والعمرة، إلى جانب الطلب الدولي الناتج عن تصدير مجوهرات سعودية إلى جميع دول العالم.
- الدعم الحكومي: يساهم الجهود التي تبذلها الحكومة في دعم الصناعات الإبداعية والحرفي إلى إنتاج مجوهرات عالية الجودة تتحدث عن نفسها.
- الجودة العالية: تشهد جميع المجوهرات المصنعة في السعودية الامتثال بمعايير الجودة الدولية IOS، ويظهر هذا الأمر بوضوح في العلامات التجارية الرائدة مثل طيبة ولازوردي وغيرها.
والجدير بالذكر أن هيمنة السعودية على سوق صناعة المجوهرات لا تظهر فقط في منطقة الخليج؛ ولكن أيضًا في دول أخرى عربية مثل مصر ودول الشام، وكذلك الدول الأجنبية.
فقد كشفت وزارة التجارة السعودية أن عدد السجلات التجارية الخاصة بصناعة المجوهرات بلغ 678 سجلًا مع نهاية أبريل الماضي، وذلك رقم مرتفع يعكس الاهتمام والإقبال الكبير على شراء المجوهرات السعودية والعمل على التوسع في صناعتها لتصديرها عالميًا.
كما أن السعودية تمتلك سوقًا لصناعة المجوهرات الذهبية بقيمة تتجاوز الـ 19 مليار دولار.
مراحل تصنيع المجوهرات في السعودية
بالرغم من استخدام الأدوات والوسائل الحديثة في تصنيع المجوهرات إلا أنها تمر بعدة خطوات أساسية لإنتاج قطعة مجوهرات فريدة من نوعها وتتمثل هذه الخطوات في:-
الخطوة الأولي: التصميم
تستهل عملية صناعة المجوهرات في السعودية بتصميم الشكل، حيث يقوم المصممون بإنشاء الرسومات والنماذج الأولية، فمن الممكن يتم الاعتماد على الرسم اليدوي أو الاستعانة بالتقنيات الحديثة في تصميم وتحديد الشكل المناسب للقطعة.
الخطوة الثانية: اختيار المواد المصقلة
تستخدم السعودية العديد من الأحجار والمواد في تصقيل المجوهرات، فمن الممكن استخدام الفضة أو الماس أو الياقوت أو أدخال بعض الأحجار الكريمة مثل توباز أو سيترين أو جمشت أو التورمالين وغيرها العديد.
حيث يتم اختيار مادة التصقيل المناسبة على عدة عوامل لعل أهمها اختيار الحجر الأنسب الذي يضفي لمسة جمالية على القطعة المنتجة، بالإضافة إلى الذوق العام وما هي الأحجار الكريمة الأكثر طلبًا وإقبالًا من قبل المستهلكين.
الخطوة الثالثة: التصنيع
تختلف طريقة التصنيع من شخص لآخر، فيفضل البعض استخدام الطريقة التقليدية في تصنيع المجوهرات والبعض الآخر يفضل استخدام الطريقة الحديثة حيث الاعتماد على أساليب الصب والتشكيل بالليزر وغيرها من التقنيات الحديثة.
الخطوة الرابعة: التشكيل والتشطيب
بعد تصنيع المادة المستخدمة يأتي دور تشكيلها وتجميعها لأكثر من جزء لخلق القطع النهائية للمجوهرات، وبعد ذلك، يتم إجراء التشطيبات اللازمة مثل الصقل والتلميع لتعزيز جمالية القطع.
الخطوة الخامسة: التوزيع والتسويق
بمجرد الانتهاء من عملية التصنيع، يتم توزيع المجوهرات عبر قنوات متعددة، سواء كانت هذه المحلات بيع بالتجزئة أو بالجملة أو على المعارض أو تصديرها إلى خارج حدود المملكة العربية السعودية.
صناعة المجوهرات التقليدية في السعودية
تعود صناعة المجوهرات في السعودية إلى العصور القديمة، كانت تعتمد في البداية على الذهب فقط، لكنها تطورت فيما بعد وأصبحت تركز على العديد من الأحجار الكريمة الأخرى لإضفاء المزيد من التميز على كل قطعة.
حيث تعد صناعة المجوهرات العربية التقليدية أمر مُعقد للغاية، وذلك لما يحتاجه من الدقة عند دمج الذهب بالأحجار الكريمة وحجر الفيروز الذي يُضفي اللون المميز للمجوهرات.
كما أن تعقيدها يرجع إلى الأدوات المستخدمة لصناعتها مثل الأجهزة الميكانيكية البسيطة والأدوات التقليدية مثل المطارق؛ بالإضافة إلى الأجهزة الثابتة، لكن بالرغم من صعوبتها إلا أنها تعكس طبيعة الحياة في كل مدينة، فعلى سبيل المثال:
- المجوهرات في جدة ومكة مستوحاة من المجوهرات التركية والمصرية.
- المجوهرات التي تُصنّع شرق السعودية؛ فإنها مستوحاة من الهند، لذا يدخل في صناعتها اللؤلؤ بشكل كبير.
- المجوهرات التي تنتج من وسط السعودية يشاع في استخدامها العملات المعدنية لصناعة قطع فريدة من نوعها.
المجوهرات الحديثة في السعودية
إن صناعة المجوهرات في السعودية اليوم تختلف بشكل كبير عن المجوهرات التقليدية؛ وذلك لتناسب حاجة السيدات السعوديات إلى مواكبة التطورات العصرية في أشكال المجوهرات.
حيث تجمع صناعة المجوهرات الحديثة بين أصالة المجوهرات التقليدية القديمة، وبين التصميمات المعاصرة التي تركز على استخدام الألوان الجريئة التي تضفي المظهر العصري.
كما تعتمد صناعة هذا النوع على تقنيات ثلاثية الأبعاد مسؤولة عن صقل وترصيع القطع بالألماس وإضفاء عليها لمسة جمالية، إلى جانب استخدام أحدث وسائل التصنيع مثل الماكينات الحديثة كالروبوتات والآلات الحاسبة الآلية التي تقلل من وقت ومجهود الإنتاج.
أشهر ماركات صناعة المجوهرات في السعودية
السوق السعودي يعج بالعديد من ماركات صناعة المجوهرات التقليدية والعصرية، وتعتمد هذه الماركات على استخدام أجود الخامات المستوردة من إيطاليا وكوريا الجنوبية وسنغافورة ودول الخليج.
يفضل عدد كبير من المستهلكين السعوديين الشراء من الماركات السعودية لتشجيع الصناعة المحلية، بالإضافة إلى ضمان سلامة القطع، وأشهر هذه الماركات:
لازوردي لصناعة المجوهرات
تعد الشركة من الشركات الرائدة في صناعة المجوهرات في السعودية وتقع في الرياض، وتعتمد في صناعتها على الذهب والألماس، مع إضافة بعض من الأحجار الكريمة الأخرى.
تمكنت الشركة مع مرور الوقت من احتلال مكانة كبيرة في الشرق الأوسط، وللحفاظ على هذه المكانة تستثمر بشكل كبير في الإعلان والترويج لتعزيز صورة علامتها التجارية في المنطقة.
مجوهرات طيبة في المملكة
تأسست الماركة عام 1989، ولديها العديد من المصانع المختصة في صناعة المجوهرات بالاعتماد على أحدث المعدات.
تحرص الشركة على تعيين أفضل المصممين ذوي الخبرة الكبيرة في مجال صناعة المجوهرات؛ وذلك لضمان احتلال مكان متميز بين الماركات السعودية الأخرى.
كما حصلت الشركة على جائزة الريادة في الجودة، حيث دخلت موسوعة جينيس للأرقام القياسية بعد تصنيع “نجمة طيبة” التي تُعد أكبر خاتم من الذهب والماس مصنوع من عيار 21.
مجوهرات جولد كرافت
منذ تأسيسها عام 1952 من قِبل رجل الأعمال السعودي “عبدالباسط قريشي” وهي تحظى بمكانة كبيرة محليًا وعالميًا نتيجة لتصنيع مجوهرات عالية الجودة لا مثيل لها.
تتميز الشركة باعتمادها على تصنيع مجوهرات ذات طابع شرقي، كما أن توفر أكثر من فرع لها داخل المملكة في الرياض والخبر وظهران ساهم في نجاحها أكثر بشكل كبير.
مجوهرات غسان في السعودية
تحظى الشركة بسمعة طيبة بين العملاء نظرًا لامتلاكها نخبة من الحرفيين ذوي الخبرة في صياغة المجوهرات وترصيع كل حجر على حدة.
تهتم الشركة بكافة التفاصيل عند تصنيع المجوهرات، وذلك ما ساهم في تميزها منذ بداية نشأتها، كما أن لتنوع القطع لديها وملائمتها لكافة المناسبات دورًا في المكانة التي تحظى بها.
مجوهرات الحرمين في السعودية
تأسست الشركة في عام 1963، منذ ذلك الوقت أثبتت جدارتها في تصنيع قطع المجوهرات المختلفة المصنوعة من الألماس والأحجار الكريمة الأخرى.
حيث شاركت الشركة في العديد من المعارض العربية والعالمية، وتمكنت من التوسع في فروعها مع مرور الزمن، فأصبح لها فروعًا في الرياض وظهران والخبر وجدة والدمام.
فضلًا عن التصدير إلى أكثر من دولة عالمية والمساهمة في الرقي الاقتصادي للمملكة بشكل سنوي.
مستقبل صناعة المجوهرات في السعودية
من المتوقع أن يستمر الاهتمام بصناعة المجوهرات في السعودية في المستقبل وتطويره باستخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة، حيث إن الشركات تهتم باستمرار بالاستثمار في تطوير أساليب تصميم المجوهرات باستخدام أحدث التقنيات لإضفاء الجمال والتميز على المنتجات، والتقليل من الأخطاء المحتملة وزيادة الكفاءة.
الخلاصة
إن صناعة المجوهرات في السعودية تلعب دورًا هامًا في حياة جميع المواطنين المستهلكين للمجوهرات ولا سيما المصنوعة من الذهب، وكذلك في الاقتصاد.
بفضل تعدد أشكال التصاميم التي يدخل فيها الذهب والأحجار الكريمة الأخرى ما بين تقليدية وعصرية؛ تلائم قطع المجوهرات المختلفة جميع الأذواق، لذلك فإن هذا السوق في ازدهار مستمر.
تعمل العلامات التجارية الشهيرة في المملكة على توجيه سوق صناعة المجوهرات وتفتح فرصًا جديدة للنمو، لذلك تستثمر بجزء كبير سنويًا لتحقيق النجاح والنهوض بهذا المجال والاقتصاد بشكل أكبر.
