كل ما تريد معرفته عن تجارة الاغنام في السعودية 2024
هل ترغب في دخول عالم التجارة وتحقيق أرباح مجزية؟ هل تبحث عن فرصة مثيرة في سوق مزدهر؟ إذ، تجارة الاغنام في السعودية هي ما تبحث عنه!
استثمارك في تربية الأغنام ليس مجرد مشروع بل هو فرصة جيدة لتحقيق النجاح وأرباح مستدامة، فقد ازدهرت هذه الصناعة في المملكة وأصبحت تلعب دورًا بارزًا في تلبية احتياجات السوق المحلية والعالمية؛ فالأغنام توفر لحومًا طازجة وعالية الجودة، وحليبًا طبيعيًا، وصوفًا قيمًا، ومنتجات أخرى مشتقة متنوعة.
في هذا المقال، سنتحدث عن أهمية تجارة الأغنام في السعودية والتحديات التي قد تواجه أصحابها، وسنقدم أيضًا المشورة والإرشادات اللازمة للبدء بمشروع تربية الأغنام بنجاح.
اقسام المقالة
حجم تجارة الاغنام في السعودية
تعتبر السعودية واحدة من أكبر مستوردي الأغنام في العالم حيث بلغت نسبة استيرادها في عام 2019 نحو 574 مليون دولار، بالرغم من ذلك فتعد تجارة الاغنام في السعودية جزءًا هامًا من القطاع الزراعي، حيث تنتج المملكة حوالي 178 ألف طن من اللحوم الحمراء سنويًا، بينما يصل استهلاكها إلى 414 ألف طن.
وبالتالي، تكون نسبة الاكتفاء الذاتي في هذا المجال حوالي 43%، وهذا يعني أن هناك حاجة ملحة لزيادة إنتاج اللحوم المحلية في السعودية لتلبية الطلب المتزايد.
فالسعودية تستورد حاليًا حوالي 1.9 مليار دولار أمريكي من اللحوم سنويًا، ويبلغ قيمة ما تستورده من لحوم الضأن والماعز حوالي 191.6 مليون دولار أمريكي، بالتالي، استثمارات تربية الأغنام تعد فرصة ملموسة لتحقيق الاكتفاء الذاتي في هذا المجال وتقليل الاعتماد على واردات اللحوم.
بالإضافة إلى ذلك، يوجد دعم حكومي كبير لصناعة تربية الأغنام في السعودية فالحكومة تحرص على توفير البيئة المناسبة لنمو هذا القطاع وتوفير الدعم المالي والتقني للمزارعين والمستثمرين.
بشكل عام، تتجه رؤية المملكة في 2030 نحو الاستدامة البيئية وتحقيق الأمن الغذائي، يعتبر قطاع تربية وتجارة الأغنام في السعودية جزءًا هامًا من هذه الرؤية، حيث يساهم في توفير اللحوم المحلية عالية الجودة وتقليل الاعتماد على شركات الاستيراد من الخارج.
خطوات البدء بمشروع تربية الأغنام
هناك بعض الخطوات التي لابد من صاحب المشروع إتباعها بالكامل، لتحقيق الربح المرجو من التجارة في الأغنام، ومن تلك الخطوات ما يلي:
1- اختيار موقع تربية الأغنام
يجب أن يتناسب مبنى مزرعة الأغنام مع احتياجات القطيع، مثل درجة الحرارة والرطوبة، ومن المهم توفير مساحة كافية للأغنام بحيث إلا تقل عن 500 متر مربع، وتقسيمها وفقًا للأعمار والأحجام، وعرض المعالف يجب أن يتراوح بين 20 سم للحملان و40 سم للكباش والنعاج.
يجب تخصيص مساحة 1.2 متر مربع للنعاج المُفردة و1.6 متر مربع للنعاج المُصاحبة للحملان، وتوفير مساحات مناسبة للطُرق والممرات واحترام المقاييس المناسبة لأبعادها، ويجب أن يكون للمزرعة مخزن للمعدات يشكل 30٪ من المساحة الكلية للمزرعة.
يجب أن يكون ارتفاع سقف المزرعة مناسبًا، لا يقل عن 2.20 متر ولا يتجاوز 4 أمتار ومن الضروري أن تتوفر إضاءة جيدة في المزرعة، سواء كانت طبيعية من خلال النوافذ أو صناعية من خلال الإضاءة الصناعية.
2- ضرورة متابعة درجات الحرارة
يجب على المزارعين متابعة درجات الحرارة في مزرعة الأغنام بشكل دقيق؛ حيث يحتاج القطيع إلى درجة حرارة مناسبة ومستقرة لتحقيق وزن صحي وزيادة يومية منتظمة.
يمكن أن تتسبب درجات الحرارة المرتفعة في توقف في زيادة الوزن واستجابة ضعيفة للأغذية، بينما الانخفاض الشديد في درجات الحرارة يمكن أن يؤدي إلى مشكلات صحية للأغنام وتأثيرات سلبية على زيادة وزنها.
3- توفير مستويات التهوية المناسبة
يجب توفير التهوية المناسبة داخل مزرعة الأغنام لأنها تلعب دورًا حاسمًا في صحة وراحة الأغنام وتأثيرها على إنتاجيتها، وتساعد التهوية المناسبة في تنظيم درجات الحرارة والرطوبة والتهوية العامة داخل المزرعة، مما يحسن نوعية الهواء ويساعد في منع تراكم الروائح الكريهة والغازات الضارة.
ومع ذلك، يجب تجنب الاعتماد على تيارات هواء قوية داخل المزرعة؛ حيث يجب تجنب تيارات الرياح الشديدة التي يمكن أن تؤثر سلبًا على تجارة الاغنام في السعودية وتسبب إزعاجًا وتوترًا لها.
يفضل استخدام أنظمة التهوية المناسبة مثل فتحات التهوية والنوافذ المناسبة، بما يسمح بتدفق الهواء النقي والطازج بشكل معتدل ومنتظم، مع التأكد من توفير أماكن ملاذ آمنة للأغنام في حالة الطقس السيء.
4- تجهيز معدات المزرعة اللازمة
معدات المزرعة هي جزء أساسي من تربية الأغنام؛ فيجب توفير مجموعة من المعدات المهمة لضمان تشغيل سلس وفعال للمزرعة، وبعض الأمثلة على هذه المعدات:-
- الخشب: هو واحد من المواد الأساسية التي يجب توفيرها في المزرعة ويعد مادة مثالية للتعامل مع التغيرات الجوية، إن مستوى سماكة الخشب يسمح بالعزل الفعال للمزرعة، مما يحمي الأغنام من تقلبات درجات الحرارة والرطوبة.
- المعادن: يجب توفير المعادن الأخرى مثل الحديد والفولاذ في المزرعة؛ حيث تستخدم هذه المعادن في صنع العديد من المعدات المهمة، مثل الأبواب والقفص والأسلاك الشائكة.
5- توفير التغذية المناسبة
توفير التغذية اللازمة للأغنام هو جزء حاسم من عملية تربية القطيع؛ حيث يحتاجون إلى وجبات غذائية متوازنة ومتنوعة للحصول على العناصر الغذائية اللازمة لنموها وصحتها، ويشكل تكاليف الغذاء جزءًا مهمًا من التكلفة الإنتاجية، ولذلك يفضل الكثير من مزارعي الأغنام الاعتماد على أراضي المراعي لتوفير الطعام لقطيعهم.
تُعد أراضي المراعي مصدرًا طبيعيًا للغذاء وهي توفر العشب والنباتات الضرورية للأغنام، وتوفر فرصة مجانية لتوفير الطعام، مما يقلل من تكلفة الاستيراد الخارجي للأعلاف ومع ذلك، ينبغي ملاحظة أن الاعتماد على أراضي المراعي يمكن أن يؤدي إلى زيادة في فترة التسمين وتأخير تحقيق الوزن المطلوب للأغنام.
عمل دراسة جدوى لمشروع تربية الأغنام
بالرغم من أن تجارة الاغنام في السعودية من أفضل أنواع التجارة المربحة التي بإمكانها تحقيق آلاف الريالات شهريًا، إلا أن لابد من عمل دراسة جدوى محكمة للتأكد من نجاح أو فشل المشروع وضمان استمراريته على المدى البعيد.
فعلى سبيل المثال:
إذا كان لديك مزرعة وتريد تخصيصها في تربية الأنغام، فستقوم أولًا بشراء 50 رأس من الغنم تتراوح تكلفتهم من بين 1000 إلى 1200 ريال سعودي، بالإضافة إلى التكاليف الغذائية للرأس الواحدة التي تقدر بقيمة 300 ريال سعودي سنويًا، فتصبح التكلفة الإجمالية حوالي 70000 ريال سعودي سنويًا.
باعتبار أن الغنم يلد من مرتين إلى ثلاث مرات في العام الواحد، فمن الممكن أن تمتلك على نهاية العام 150 رأس من الغنم يمكنك بيع الغنم الواحد 1000 ريال سعودي، فيكون نسبة إيرادات المشروع حوالي 150000 ريال سعودي سنويًا.
ومن خلال طرح التكلفة الإجمالية من نسبة الإيرادات المذكورة، فيتضح لنا أن نسبة صافى الربح من مشروع تربية الأغنام يتراوح من بين 20 إلى 50%.
أسواق الاغنام في السعودية
تتميز المملكة العربية السعودية بوجود العديد من أسواق الأغنام المهمة، أحد تلك الأسواق هو:
- سوق حفر الباطن: يُعَدّ الأكبر والأبرز في المملكة، ويتم تداول الأغنام في هذا السوق بشكل مستمر وهو يستقطب المزارعين والتجار من مختلف المناطق لعرض منتجاتهم والتفاوض على الأسعار.
- سوق العزيزية للمواشي في الرياض: هو من أقدم أسواق المواشي التي تقع في المملكة تحديدًا في مدينة الرياض، حيث يضم السوق مئات الأقفاس التي تحتوى على مختلف أنواع الأغنام من ماعز وضان وأغنام المتابيع ” النواعج التي يتبعها ولدها”، حيث تُباع الأغنام في السوق بالمزاد العلني؛ بالإضافة لوجود عيادة بيطرية للكشف على الماعز والتأكد من صحتها قبل شرائها.
- سوق الماشية في الدمام: يتميز هذا السوق ببتنوع أصناف الأغنام فيه، بما في ذلك الأغنام النجدية، والحُرّية، والرومانية، والسواكنية، فهو يقع في مدينة الدمام في المنطقة الشرقية من السعودية، كما يقصده التجار وشركات استيراد المواشي في السعودية.
- سوق الرياض: تتمثل أهميته في تجارة الأغنام في المنطقة الوسطى، ويوجد به تجمعات للمزارعين والتجار لعرض وشراء الأغنام بأسعار تنافسية.
- سوق المواشي والأغنام في أبها: يقع السوق في مدينة أبها في منطقة عسير، فهو يعد من أهم أسواق المواشي في المنطقة الجنوبية، يضمّ السوق مئات التجار من مختلف الدول العربية، ويزاد الإقبال والتزاحم عليه في عيد الأضحى والفطر المبارك.
ما هي أنواع قطعان الأغنام؟
عند الاستعداد لتجارة الاغنام في السعودية وتربيتها في المزرعة، يجب أن نفهم تمامًا أن هناك أنواعًا مختلفة من قطعان الأغنام ويجب اختيار النوع المناسب وفقًا لأهدافنا في تربيتها، منها ما يلي:
قطعان الأغنام الدائمة
قطعان الأغنام الدائمة من أهم اأنواع القطعان المتواجدة، وتتخصص في إنتاجات محددة مثل الألبان واللحوم والصوف، ويتم اختيار الأغنام في هذا النوع من القطعان بعناية بحيث يكون لديها القدرة على إنتاج كميات عالية من هذه المنتجات.
عادةً ما يتم الاعتماد على النعاج ذات السن الصغيرة التي تتراوح أعمارها بين 5 إلى 6 أعوام، حيث تكون أكثر فاعلية في إنتاج هذه المنتجات المحددة، ويتطلب تربية قطعان الأغنام الدائمة اهتمامًا ورعاية خاصة لضمان حصول الأغنام على العناية الصحيحة والتغذية المتوازنة التي تسهم في زيادة إنتاجيتها وجودة المنتجات.
قطعان الأغنام غير الدائمة
قطعان الأغنام غير الدائمة هي الأغنام التي تُخصص عادةً لإنتاج لحوم الضأن، وتُعد هذه الأغنام غير دائمة؛ لأنها تُباع بعد فترة زمنية من شرائها، سواء كانت فترة قصيرة أو طويلة اعتمادًا على نوع هذه الأغنام.
تُقسم هذه القطعان إلى نوعين أثناء فترة وجودها في المزرعة؛ القطعان السائرة التي تظل في المزرعة لمدة أطول من باقي القطعان وتتكون من الأغنام والنعاج.
أما القطعان الطائرة فتتكون من الأغنام التي تُربى من أجل إنتاج اللحوم، ويسعى صاحب المزرعة لزيادة وزنها بهدف بيعها، وتبقى هذه القطعان في المزرعة لفترة أقصر من القطعان السائرة.
من الممكن شراء الأغنام من هذا النوع مرة أخرى وفقًا لأربع دورات سنوية، وذلك بناءً على طلب السوق وكفاءة إنتاج هذه القطعان.
تحديات تجارة الاغنام في السعودية
تتعرض تجارة الاغنام في السعودية لعدة تحديات تؤثر على أداء ومستقبل هذا القطاع الحيوي، واحدة من أبرز التحديات هي المنافسة الشديدة من قبل التجار الكبار في السوق.
حيث يمتلكون موارد وتجهيزات أكبر وإمكانيات للتسويق والتوزيع؛ مما يعطيهم ميزة تنافسية قوية لذلك، يتطلب تحقيق النجاح في هذا القطاع تخطيطًا دقيقًا واستراتيجيات مبتكرة للتميز عن المنافسين.
تحتاج تجارة الأغنام أيضًا إلى مواجهة التغيرات في أسعار الأعلاف إذ يحدث تقلب في أسعار الأعلاف بناءً على العوامل الجغرافية والمناخية والمتطلبات العالمية، مما يؤثر على تكاليف تربية الأغنام ويزيد من التحديات المالية التي يواجهها المربين.
بالإضافة إلى ذلك، يواجه أصحاب تجارة الأغنام تحديات الطقس المتغيرة؛ فالعوامل المناخية مثل درجات الحرارة الشديدة والجفاف والأمطار الزائدة قد تؤثر على صحة ونمو الأغنام.
نصائح قبل البدء في مشروع تجارة الأغنام
- دراسة سوق الأغنام جيدًا: قم بدراسة السوق بدقة وتحليل احتياجات العملاء؛ حيث يجب أن تعرف المنافسة الموجودة في السوق ونوعية المنتجات التي يفضلها العملاء، ستساعدك هذه المعرفة في تحديد استراتيجيتك التسويقية وتلبية المتطلبات الفعلية للسوق.
- الخبرة في تربية الأغنام والماعز: تعلُّم كل ما يتعلق بتربية ورعاية الأغنام والإلمام بعاداتها واحتياجاتها الغذائية والصحية، ويمكنك الاستفادة من الدورات التدريبية المتاحة أو استشارة الخبراء في هذا المجال لتكون على دراية تامة بمتطلبات تربية الأغنام.
- اختيار الموقع المناسب: يمكن أن يلعب دورًا حاسمًا في نجاح تجارة الأغنام في السعودية؛ فمن المهم توفر الأرض المناسبة للحصول على المراعي المناسبة للأغنام، وقرب الموقع من السوق المستهدف.
- إصدار التراخيص اللازمة: التأكد من الحصول على التراخيص اللازمة والموافقات من الجهات الحكومية المعنية وهذا يشمل التسجيل في الجهات ذات الصلة والحصول على التصاريح اللازمة لممارسة نشاطك التجاري بشكل قانوني ومنتظم.
الخلاصة
باختصار، تجارة الاغنام في السعودية تعتبر من القطاعات الحيوية والمهمة في الاقتصاد المحلي وتُقدم هذه التجارة فرص عمل كبيرة وتسهم في تلبية احتياجات السوق المحلية من اللحوم والألبان والصوف.
ومع ذلك، تواجه تجارة الاغنام في السعودية تحديات متعددة، مثل التغيرات المناخية والأمراض المُعدية وتكاليف العناية بالأغنام، وللبدء بمشروع تربية الأغنام، يجب أن يكون لديك المعرفة اللازمة بأنواع الأغنام المناسبة للمشروع المُرغوب، وتحديد التخصص الذي تُرغب في الاستثمار فيه، سواء كان إنتاج اللحوم أو الألبان أو الصوف.
يجب أيضًا وضع خطة متكاملة تشمل مراحل التربية والتغذية ورعاية الصحة، علاوة على ذلك، يجب أن يكون لديك مساحة مناسبة لتربية الأغنام ومرافق للإيواء والحماية، وينصح بالتعاون مع مربين مختصين والتوجه إلى الجهات الحكومية المعنية للحصول على التراخيص اللازمة والاستشارة من المتخصصين في مجال تربية الأغنام.